Articles
مـسـلـمو سـريـلانـكا وصلـتـهم باللسان العـربـي
كما لا يخفى على أحد إن لمسلمي سريلانكا تاريخا طويلا حيث عاشوا فيها أكثر من ألف عام. وللغة العربية علاقة وطيدة بهم. وهي لهم لغة مقدسة، لأنها لغة القرآن والسنة ولغة الصلاة. ولا غرابة إن قلنا إن اللسان العربي للمسلمين كالروح للجسد. ولا حياة للجسد بدون روح.
وقد أثبت المؤرخون الصلة الوثيقة التي كانت لسريلانكا بالعرب في أوائل القرن الثامن الميلادي.
يقول سي. دبليو. نيكولاس (C.W. Nicholas) ويس. باراناويتانا (S. Paranavitana) في “A Concise History of Ceylon … up to 1505”: "المؤرخون العرب قد سجلوا أن ملك سريلانكا في العقد الأول من القرن الثامن الميلادي بعث البنات اليتامى اللاتي مات آباؤهن التجار في بلاده إلى عامل الخلافة الشرقية".
من خلال مثل هذه المعلومات الموثوق بها لا يبعد أن نصل إلى نتيجة أن المسلمين الذين استوطنوا سريلانكا لم يقطعوا صلتهم عن بلاد الشرق الأوسط. فيلزم من هذا أنهم لم يزالوا مستخدمين للغة الضاد داخل سريلانكا وفي الكتابة. ومن المعلوم أن العربية أو بتعبير أدق العربية السوقية كانت تستعمل في المراسي والنواحي المتاخمة للبحر من إقليم آسيا، لأن التجارة البحرية في العصور الوسطى كانت بأيدي العرب.
وعلى إثر الاستعمار البرتغالي لسريلانكا ثم الهولندي ثم الإنجليزي فقد اللسان العربي مكانته بعد ما كانت الدراسة العربية ناهضة واستعماله سائدا. وعلى الرغـم من هذا كله لم يزل هيكله الأسـاسي باقيا إلى الجانب الأول من القـرن التاسع عـشر الميلادي. يقول سير الكسندر جونستن ) Sir Alexander Johnston) القاضي الرئيسي السريلانكي في السنين الأولى من القرن التاسع عشر الميلادي عن مسلمي سريلانكا في أوانه وقد كان راغبا في تاريخ المجتمعات المتعددة التي عاشت في سريلانكا.
"هم شافعيو المذهب. وكتابهم الذي تضمن التعاليم الدينية المختصرة من القرآن سمي "عمدة". وصنفه بالعربية علامة من بلاد العرب. وقد قام بزيارة لسريلانكا في أواخر القرن الثاني عشر. والقوانين الفقهية التي يتبعونها غالبا مذكورة في كتاب يدعى "أملي" (تصحيف في ذكر المحلي الذي هو شرح جلال الدين المحلي على منهاج الطالبين للنووي). وهذا الكتاب مؤلف كله في اللسان العربي. متنه في العربية العتيقة التي على نهجها القرآن وشروحه في العربية الحديثة. قوانينهم الزواجية والإرثية التي ظلت بين العرب الذين كانوا تحت سلطة الخليفة البغدادي في عصر آبائهم وصلتهم من بلاد العرب.
في حين استفسار القضية المرتبطة بالقوانين الزواجية والميراثية بين المحمديين السريلانكيين كانوا يشيرون على إرشادا لي إلى الملحوظات التي كانت معهم عن القرارات التي أصدرها القضاة في بغداد وقرطبة حول القضايا التي تماثلها. وكانت هذه القرارات تتبع مثل القوانين بين المحمديين السريلانكيين سبعمائة أو ثمانمائة عام".
هكذا حى اللسان العربي على أرض سريلانكا حتى يصل علماءها في القرن التاسع عشر الميلادي، ولكن ميدانه ظل ضيقا ولم يتداوله أغلبية المسلمين ولم يستخدمه من استخدمه منهم إلا لأنهم افتقروا إليه في الأغراض الحكمية. وعندما تطور الأجزاء التابعة للحكومة وسلطة الإدارة على إثر ذلك انحطت اللغة العربية درجة أخرى.
وينتج من هذا كله شئ آخر. وذلك أن مسلمي سريلانكا كانت لهم علاقة لا بأس بها بدينهم الحنيف، إذ بقيت العربية على هيكلها الأساسي ولو بعد الاستعمارات المتوالية لسريلانكا مما يدل على أنها لم تبق إلا للأغراض القانونية الفقهية لا العلاقة التجارية، بيد أن معالم الدين كانت خفية في غالب الأحيان مخافة المسلمين من المستعمرين حتى نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي.
وفي الستينات من القرن التاسع عشر الميلادي لقي الدين الإسلامي صحوة عقب الصحوة التي شهدها الإسلام في القطر الشقيق المجاور الهند. وقد أنشئت المدارس في شبه القارة الهندية لتعليم الشريعة والعربية في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وسافر طلبة سريلانكا إليها وتلقوا العلوم الشرعية والعربية في تلك المدارس مما يشير إلى أن نشاطهم الديني الذي كان خابيا لمدة طويلة تعرضا للاستعمارات أخذ ينير مرة أخرى.
الصحوة الإسلامية في سريلانكا تبعت الصحوة الإسلامية في الهند. فتوطدت علاقة مسلمي سريلانكا بالمسلمين في الهند. وقام علماء الهند وشيوخها الذين تخرجوا في مدارسها العربية بدور فعال في استنهاض همم المسلمين هنا. وقاموا بتأسيس المساجد والزاويات والتكايا والمدارس العربية كما عملوا أئمة وخطباء في الجوامع ومديرين ومدرسين في المدارس. وساعدهم أغنياء المسلمين في سريلانكا على إنشاء المدارس وبناء المساجد والزاويات والتكايا.
وأول بزرة بذرت في تاريخ المدارس العربية بسريلانكا هي الزاوية المكية الفاسية الشاذلية بتالابيتيا(Thalapitia) ، جالي (Galle). وقد أسست هذه المدرسة في عام 1870م كما عقبتها مدارس عربية أخرى في أرجاء سريلانكا.
وفي السنوات الأخيرة استبد بمسلمي سريلانكا الشوق إلى دراسة اللغة العربية. فكثرت وعظمت الجهود في دراستها وتدريسها. وزاد إقبال المسلمين صغارهم وكبارهم وذكورهم وإناثهم على تعلم اللسان العربي. وكثرة الكليات العربية واحتضان المناهج الدراسية في المدارس والجامعات الحكومية للغة العربية مادة حية، نابضة خير دليل على هذا. وفي الوقت الحاضر تحظى لغة الضاد باعتراف رسمي من قبل حكومة سريلانكا.
هذا هو تاريخ بنت عدنان على أرض سريلانكا الخضراء استعمالا ودراسة وتدريسا.
أبو أواب عبد الناصر بن حنيفة
1440/10/08هـ
2019/06/12م
-
أيام ليست كالأيام
يوم اللغة العربية في سري لانكا
مـن الـقــلـب إلـى الـقــلـب
الرجم
ذكــرنـي الـيــوم بـيــوم مـثــلـه
هل من طريق يجمعني بك؟
قـبـل أن يـتـسـع الخـرق عـلى الراقـع
!!!ألا يجمعنا يوم كى يتمتع أسماعنا بأناشيدهم مرة أخرى
تحويل كرة الوضع إلى كرة الرفع
ذكـــــريــات تـــتــــجـــــدد
!مـا أشــبـه الـلــيـلـة بـالـبـارحــة
يـا شـاعـر الإسـلام
لماذا سمي القرض قرضا؟
فـلــســفــة الـديــن خــطــر عــظــيــم
مـسـلـمو سـريـلانـكا وصلـتـهم باللسان العـربـي
جمع البحوث العربية التي كتبت عن اللغة العربية والخدمات المبذولة لها في سريلانكا والمؤسسات التي تقوم بخدمتها
اليوم العالمي للغة العربية – 2018م عـرفـان الـجـمـيـل
اليوم العالمي للغة العربية – 2018م شوقي المتناهي
إعادة النظر في ملابس الأنثى والذكر
الـخــلاف
الشكر على التعزية
العربية لا يدانيها لغة
أحب بلاد الحرمين
وينطق فيهم الرويبضة