فـلــســفــة الـديــن خــطــر عــظــيــم

فلسفة الدين (أى تفسير الدين تفسيرا فلسفيا) رزية عظيمة تشكل خطرا كبيرا على الشريعة البيضاء. وفعل ذلك باسم أصول الدين وأصول الفقه وفقه الأولويات وفقه الأقليات وفقه النوازل والمقاصد والمصالح وتجديد الفكر الإسلامي ظاهرة من ظواهر هذا العصر ومن أعظم مصائبه.

لا يعقل أبدا أن يخضع الشرع الإلهي للعقل البشري الذي هو منبع الفلسفة. لقد رزقنا الله جل شأنه العقل لكى نستعين به على فهم النقل لا لنحكم به على النقل. أما فلسفة نصوص الكتاب الكريم والحديث الشريف فهي محاولة محضة لاستخدام العقل للحكم على النصوص.

من المؤسف جدا أن كثر في زماننا مفكرون تعودوا فلسفة نصوص الشريعة الغراء ويظهرون في وسائل الإعلام باسم العلماء ويشيعون بين الناس فلسفتهم البتراء. وأدهى وأمر من ذلك أن علماء الشريعة يدعون هؤلاء المتعالمين بكل احترام وتوقير إلى مؤتمرات الشريعة ويفسحون المجال لهم لتسويق بضاعتهم الكاسدة. وإن مما يدمي القلب أن تدعو الجامعات والمدارس والمعاهد الشرعية هؤلاء المفلسفين لإلقاء الكلمات والمحاضرات في احتفالاتها وندواتها.

إن كان من يفلسف شرع ربنا يسعى في الأرض فسادا فالعلماء الذين يمهدون السبيل له ويروجون أفكاره الفلسفية أشد وأكثر فسادا منه في الأرض.

نسأل الله تعالى أن لا يجعل مصيبتنا في ديننا وأن يثبتنا على الحق. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أبو أواب عبد الناصر بن حنيفة

1441/06/07هـ
2020/02/02م