Speeches
كلمة أعدها فضيلة الشيخ عبد الناصر بن حنيفة
لتلقى بمناسبة منح الجوائز بماداوالا بازار، سريلانكا
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا
ونبينا وحبيبنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين.
أما بعد.
فيا صاحب السعادة محمد بن محمود العلي سفير المملكة العربية السعودية في سريلانكا!
وصاحب الفضيلة محمد عبد الله الزامل! وصاحب السماحة محمد رضوي بن محمد إبراهيم
رئيس جمعية علماء سريلانكا! وأصحاب الفضيلة! وأصحاب الشأن! وإخوتي الأعزاء!
وأخواتي العزيزات!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه ليسرني جدا أن أرحب بكم جميعا ترحيبا حارا أصالة عن نفسي ونيابة عن جمعية
الشبان المسلمين بماداوالا بازار بمناسبة منح الجوائز. وأود أن أخص بالترحيب
ضيفنا الرئيسي صاحب السعادة محمد بن محمود العلي سفير المملكة العربية السعودية
في سريلانكا وضيفى الشرف صاحب الفضيلة محمد عبد الله الزامل وصاحب السماحة
محمد رضوي بن محمد إبراهيم رئيس جمعية علماء سريلانكا على التشرف بحضور هذا
الحفل الكريم رغم كثرة أشغالهم تلبية لدعوتنا اللطيفة.
وفي هذه المناسبة الطيبة أريد أن أقدم تعريفا وجيزا عن قريتنا "ماداوالا
بازار". وماداوالا بازار قرية عريقة تعتز بها المنطقة الجبلية وتحتضنها
المحافظة الوسطى بسريلانكا. وهي قرية مسلمة جميلة تهفو إليها القلوب. ويقطن
فيها حاليا زهاء عشرين ألف (20000) مسلم. وكتاب الله إمامهم ورسول الله صلى
الله عليه وسلم قدوتهم وكعبة الله قبلتهم. وإن أعز شىء تفتخر به هذه القرية
هو جامعها الوحيد "جامع الخيرات". وتزينها ثمانية (08) مساجد غير
جامعة تقام فيها الصلوات الخمس ويتلقى الأطفال القرآن المجيد.
وماداوالا بازار مشهورة في جزيرة سريلانكا بنشاطاتها التعليمية المتعددة. ومن
بين هذه النشاطات الميمونة "المدرسة الأحدية". وهي عبارة عن الفصول
التي تقام أسبوعيا أيام الأحد لتعليم الأطفال القرآن الحكيم وجانبا ضروريا
من العلوم الدينية وتدريبهم على أداء الصلوات وسائر العبادات وغرس محبة الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم في أفئدتهم وتركيز
القيم الإسلامية في أذهانهم. وبفضل الله وبرحمته تجني القرية ثمار المدرسة
الأحدية. فنرى أطفالنا الذين تربوا في هذه المدرسة يتمسكون بتعاليم الشريعة
السمحة في حياتهم اليومية مما يطمئننا إلى مستقبل الجيل التالي وحيوية الإسلام
في هذه القرية المسلمة. وهذه الحفلة الرابعة لتوزيع الجوائز خير دليل على تقدم
المدرسة الأحدية المستمر. وحضور الحفلة أكبر شاهد على إقبال الناس إلى المدرسة
الأحدية. وقد أثرت الشعبية العظيمة التي تحظى بها هذه المدرسة في وصول الطلبات
الكثيرة تترى، الأمر الذي أجبرنا على إقامة الفصول أيام السبت أيضا غير مكترثين
بوجه تسميتها. وقد سميت بـ"المدرسة الأحدية" على أساس أن فصولها
تعقد أيام الأحد. ونحن على يقين متين من أن هذه المدرسة ستأتي بالعجائب إن
شاء الله تعالى.
"ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا = ويأتيك بالأخبار من لم تزود"
والفضل في ذلك كله يعود إلى المجلس الإداري والمدرسين. وجمعية الشبان المسلمين
بماداوالا بازار هي التي تقوم بإدارة المدرسة الأحدية بتأييد وتعاون من مجلس
إدارة الجامع وأعيان القرية. ويتولى العلماء الكرام التدريس فيها.
ولكن الأسف فوق الأسف – والحق أحق أن يقال – أن نشاطات المدرسة الأحدية كلها
تجري في حجرات الفصول بمدرسة المدينة الوطنية الحكومية بماداوالا بازار. وعدم
وجود مبنى خاص للمدرسة الأحدية يعرقل مسيرتها الهادئة الحرة في الجوانب الإدارية
والتعليمية والتربوية والنظامية وغيرها.
وأريد في هذه المناسبة المباركة أن ألفت نظركم إلى ما نقوم به من البرامج الخاصة
بنسوة هذه القرية. وبحمد الله تعالى نولي النساء اللاتي هن نصف المجتمع اهتماما
بالغا حيث نعقد لهن برامج متنوعة مفيدة تعاونهن على تكوين شخصيتهن وتزويد نفوسهن
بمزيد من المعارف الدينية وحسن تدبير المنزل. ويتم هذا أيضا باستخدام حجرات
الدراسة في مدرسة المدينة الوطنية الحكومية.
فنظرا إلى هذا كله، استقر رأينا على تأسيس مركز إسلامي يساعد على إنجاز جميع
هذه الحوائج الدينية تحت سقف واحد، إلا أننا نبقى مكتوف الأيدي أمام هذا المشروع
العملاق الذي يحتاج إلى مبلغ باهظ، إذ معظم سكان هذه القرية يعيشون تحت خط
الفقر وبعضهم يعتمدون على الوظائف الحكومية والنشاطات التجارية الضئيلة. كيفما
كان الأمر، لنا أمل وطيد في أن الله عز وجل سيقيض لهذا العمل النبيل من يخصه
برحمته.
فننتهز هذه الفرصة السعيدة التي تجمع نفوسا طيبة رقيقة تفرح بفرح المسلمين
وتترح بترح المسلمين وفي طليعتها سعادة سفير المملكة العربية السعودية في سريلانكا
لإنزال حاجتنا هذه عليكم. والمملكة العربية السعودية حكاما ومحكومين قامت ولاتزال
تقوم بدور كبير في تنوير حياة مسلمي سريلانكا ماديا ومعنويا. ويسجله التاريخ
بخط ذهبي ويتلذذ بتكرار قراءته الأجيال المتتالية وترتفع لأصحابه أيديها إلى
رب العزة.
يا صاحب السعادة! أنتم معقد أملنا بعد الله سبحانه في إنشاء المركز الإسلامي
المقترح فى قرية ماداوالا بازار. وإليكم تميل قلوبنا وتشخص أبصارنا. ونهيب
بكم لمضافرتنا في ساعة صعبة جدا علينا. ولا ريب أن المركز الإسلامي المقترح
إذا تجسد بيدكم بقى مأثرة يتكلم عنها الناس جيلا بعد جيل إن شاء الله تعالى
وثقل الكفة اليمنى في ميزانكم.
ونحن واثقون كل الثقة بأن طلبنا يحل محل القبول لدى سعادتكم. وقد شاهدتم بعينيكم
أحوال هذه القرية. فما راء كمن سمع. ولسان الحال أفصح من لسان المقال. والتبسم
الفائق بشفتيكم على هذه الوجوه النيرة رمز إلى موافقتكم على إنجاز حاجتنا.
أخيرا لا آخرا نرى واجبا علينا أن نسجل جزيل شكرنا لجميع الحضور والضيوف خاصة
سعادة سفير المملكة العربية السعودية. ونسأل الله العلي القدير أن يمن علينا
وعليكم بالخير الغزير ويستخدمنا جميعا للإسلام والمسلمين ويديم علينا جميعا
نعمة التوفيق إلى ما يحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Copyright © 2011 - 2018 | All rights reserved to Ash-Shaikh H. Abdul Nazar