((مات
الأستاذ عبد الصمد)). بهذه الكلمات فوجئت أمس الأول،
ولكن هل يدري الناعي أو يشعر الناس بما وراء هذه الحادثة
من خسارة فادحة في المجتمع الإسلامي وفي آفاق العلم
والبحث والدعوة؟
لقد هيأ الله تعالى
لي الفرص المواتية في عنفوان شبابي لزيارة العالم الراحل
المتضلع من المنقولات والمعقولات عدة مرات والاستفادة
منه علميا وفكريا وتربويا. وقد لحظت في تلك المناسبات
كلها إيمانه الراسخ وقلبه الصادق وحياته الساذجة وتواضعه
وعفته ورأفته وحياءه وذكاءه وعلمه العميق وشخصيته الفريدة
وأريحيته الحميدة وقريحته الجيدة وعبقريته النادرة.
وكل جلسة مرت بي معه عادت على بفائدة.
إن أخاكم الفاضل فقيد
الأمة في طليعة فطاحل العلماء الذين شهدتهم سريلانكا.
وإن تاريخ مسلميها يتجمل به، كما أن خدماته العظيمة
القيمة نحوهم لا بد أن تكتب بالخط الذهبي.
ولا ريب أن الأستاذ
عبد الصمد قد قضى جل حياته في العلم والتعليم والبحث.
وقد تخرج على يديه كثير من العلماء وخاصة حين تمتعت
مدرسة البهجة الإبراهيمية بجالي والمدرسة الدينية ببانادورا
به مدرسا وجامعتكم الحسنية به مديرا. ولقد ترك فراغا
كبيرا لا يمكن أن يسد بسهولة. والآن ما لنا إلا أن نظمأ
إليه ونعض الأيدي على فراقه. إن العين تدمع والقلب يحزن.
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. وإنا بفراقه لمحزونون.
ومما لا مجال للخلاف
فيه أن المسلمين وغير المسلمين الذين زودوا نفوسهم بمعلومات
أخيكم القيمة واقتراحاته الرشيدة وتجاربه المفيدة مدينون
له وأنه لا يزال حيا في قلوبهم وإن توارى عن عيونهم.
أهتبل هذه الفرصة لأعزيكم
وعائلة المرحوم ومدرسي الجامعة الحسنية وطلبتها في الماضي
والحاضر. أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم.
وأسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح
جنته ويلهم أهليه الصبر والسلوان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم في الإسلام،
عبد الناصر بن حنيفة
رئيس قسم الشريعة واللغة العربية،
دار العلوم الميزانية،
كوروجودا، أكورانا
|