الحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى
آله وأصحابه وأتباعه أجمعين. أما بعد
فأيها الرئيس المحترم!
والضيوف الكرام! والمدرسون الأجلاء! والطلاب الأحباء!
وأصحاب الفضيلة! وأصحاب الشأن!
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.
بسرور بالغ الأوج
أخاطبكم من هذه المنصة بمناسبة يوم اللغة العربية
على دعوة لطيفة وجهت إلى من إدارة الكلية النورية.
فأشكر الله تعالى على إتاحة الفرصة لي لمشاركتكم في
هذا البرنامج كما أزجي عميق وجزيل شكري إلى إدارة
الكلية النورية على دعوتي لهذا البرنامج القيم.
وقد سرني جدا الوقائع
التي قام بتمثيلها الطلبة الأحباء اليوم بمناسبة يوم
اللغة العربية. فكرة يوم اللغة العربية فكرة رائعة
لإيجاد الفرص اللازمة لإبراز المواهب اللغوية والإبداعية
الكامنة في الطلاب. وقد لمسنا اليوم قوة إبداع الطلبة
وحذاقتهم وقريحتهم. وكذلك هذه فرصة طيبة لإدراك كل
طالب ما أودعه الله سبحانه من الملكة.
ولا يخفى عليكم أن
اللسان العربي هو من أرقى لغات العالم الحية. وقد
حفظه كتاب الله الخالد أربعة عشر قرنا. وهي لغة جذابة،
فريدة في أدبها وأسلوبها، وافرة بالمفردات، وافية
بالحاجات ولغة تعني كل إنسان لا سيما المسلم حيث هي
لغة الوحيين؛ الكتاب والسنة. وقد أصبحت الآن تقوم
بدور كبير في النواحي التجارية والاقتصادية والدبلوماسية
إثر توطد الصلة بين البلاد العربية و غير العربية
اقتصاديا وتجاريا ودبلوماسيا، الأمر الذي فتح عين
كل إنسان للشعور بأهمية هذه اللغة الرفيعة ودراستها
وتدريسها وإدراجها في مناهج تعليم المعاهد التعليمية
كمادة هامة.
أيها الطلاب الأحباء!
أرى فيكم خالد محمد خالد وسيد قطب وطه حسين وأبا الحسن
علي الحسني الندوي من أعلام الأدب. فلاتكتفوا بما
قمتم به اليوم. وحاولوا كل المحاولة أن تطوروا ما
لديكم من المواهب اللغوية والإبداعية. وليظهر منكم
خطباء مفوهون وكتاب عبقريون وأدباء مجيدون. وليكن
هذا اليوم خير بداية لهذا. فاعزموا وأنهضوا هممكم
يأت غدكم بإذن الله بالعجائب.
أيها المدرسون الأعزاء!
أنتم معقد أمل هؤلاء الطلبة بعد الله عز وجل. يوم
اللغة العربية هذا تنظيما وترتيبا وتنسيقا وإعدادا
يشهد بالجهود الجسيمة المبذولة من قبلكم. وهذا إن
دل على شىء فإنما يدل على حبكم للغة كتاب الله تعلما
وتعليما وجعلها لسانا عاما في الأوساط العامة. ومساهمتكم
في ترقية الطلاب لغويا مساهمة فعالة مشكورة.
أود أن أنتهز هذه
الفرصة كى أخاطب من هذه المنصة جميع المدارس العربية
على أرض سريلانكا. أيتها المدارس العربية! أحيي فيك
احترامك للسان العربي وحبك له. أحيي فيك عنايتك الفائقة
بتعليم اللغة العربية كمادة مهمة. أحيي فيك الكتب
العربية التي تحتل مكانا كبيرا في المنهج الدراسي
الذي تتبعينه. أحيي فيك المكاتب العربية التي تعتزين
بها. أشتاق اشتياقا متناهيا وأسعى سعى الظمآن للماء
إلى رؤية منتجاتك أصحاب لسان فصيح وذوي قلم مطواع
في اللغة العربية. وبإذن من الكلية النورية مديرا
ومدرسين وطلابا أهدي إليك أيتها المدارس العربية!
يوم اللغة العربية هذا. وهذا اليوم نموذج لك. وهذا
البرنامج مثال لك. وهؤلاء الطلبة أسوة لك. وهؤلاء
المدرسون قدوة لك.
أيها المدرسون الكرام!
وأبنائي الطلبة! أرى في هذه الساعة وجوه جميعكم نيرة.
أرى الطلاب متبسمين بنجاح سعيهم والمدير والمدرسين
مبتهجين بتحقيق أمنيتهم. فالكل مسرورون. وبذلك فليبتهج
المبتهجون. وهذا الأخ مشارك لكم في هذا الحبور الذي
يملأ الصدور.
وأسأل الله جلت قدرته
أن يكتب لنا أياما مثل هذا ويرزقنا اجتماعات من هذا
القبيل في المستقبل ويجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما من
الخير قريبا وعن الشر بعيدا لا خاسئا ولا خاسرا ولا
محروما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما.
والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.